سورة الحجر - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} قال ابن عباس: أراد بالمستقدمين الأموات وبالمستأخرين الأحياء.
قال الشعبي: الأولين والآخرين.
وقال عكرمة: المستقدمون من خلق الله، والمستأخرون من لم يخلق الله.
قال مجاهد: المستقدمون القرون الأولى والمستأخرون أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال الحسن: المستقدمون في الطاعة والخير، والمستأخرون المبطئون عنها.
وقيل: المستقدمون في الصفوف في الصلاة والمستأخرون فيها. وذلك أن النساء كن يخرجن إلى صلاة الجماعة فيقفن خلف الرجال، فربما كان من الرجال من في قلبه ريبة فيتأخر إلى آخر صفوف الرجال، ومن النساء من كانت في قلبها ريبة فتتقدم إلى أول صفوف النساء لتقرب من الرجال. فنزلت هذه الآية.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها».
وقال الأوزاعي: أراد المصلين في أول الوقت والمؤخرين إلى آخره.
وقال مقاتل: أراد بالمستقدمين والمستأخرين في صف القتال.
وقال ابن عيينة: أراد من يسلم ومن لا يسلم.


{وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} على ما علم منهم.
وقيل: يميت الكلَّ، ثم يحشرهم، الأولين والآخرين.
أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات على شيء بعثه الله عليه».
قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ} يعني: آدم عليه السلام، سمي إنسانًا لظهوره وإدراك البصر إياه. وقيل: من النسيان لأنه عهد إليه فنسي. {مِنْ صَلْصَالٍ} وهو الطين اليابس الذي إذا نقرته سمعت له صلصلةً، أي: صوتًا.
قال ابن عباس: هو الطين الحر، الذي نضب عنه الماء تشقَّق، فإذا حرك تقعقع.
وقال مجاهد: هو الطين المنتن. واختاره الكسائي، وقال: هو من صَلَّ اللحم وأصَلَّ، إذا أنتن {مِنْ حَمَإٍ} والحمأ: الطين الأسود {مَسْنُونٍ} أي: متغيِّر. قال مجاهد وقتادة: هو المنتن المتغير.
وقال أبو عبيدة: هو المصبوب. تقول العرب: سننت الماء أي صببته.
قال ابن عباس: هو التراب المبتلُّ المنتن، جعل صلصالا كالفخار.
وفي بعض الآثار: إن الله عز وجل خمر طينة آدم وتركه حتى صار متغيرًا أسود، ثم خلق منه آدم عليه السلام.


{وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ} قال ابن عباس: هو أبو الجن كما أن آدم أبو البشر.
وقال قتادة: هو إبليس خلق قبل آدم.
ويقال: الجانّ: أبو الجن، وإبليس أبو الشياطين.
وفي الجن مسلمون وكافرون، ويحيون ويموتون، وأما الشياطين؛ فليس منهم مسلمون، ويموتون إذا مات إبليس.
وذكر وهب: إن من الجن من يولد لهم ويأكلون ويشربون بمنزلة الآدميين ومن الجن من هم بمنزلة الريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يتوالدون.
{مِنْ نَارِ السَّمُومِ} والسموم ريح حارة تدخل مسامَّ الإنسان فتقتله. ويقال: السَّموم بالنهار والحَرور بالليل.
وعن الكلبي عن أبي صالح: السموم نار لا دخان لها، والصواعق تكون منها وهي نار بين السماء وبين الحجاب، فإذا أحدث الله أمرًا خرقت الحجاب فهوت إلى ما أمرت، فالهدَّة التي تسمعون في خرق ذلك الحجاب.
وقيل: نار السَّموم لهب النار.
وقيل: من نار السموم أي: من نار جهنم.
وعن الضحاك عن ابن عباس قال: كان إبليس من حي من الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السَّموم وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار، فأما الملائكة فإنهم خلقوا من النور.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8